بيان صحفي – إطلاق حركة مواطنون ومواطنات في دولة

بيروت – 24 أذار

انطلقت اليوم حركة “مواطنون ومواطنات… في دولة” وهي حركة تجمع العاملين في الشأن العام على كلّ الجغرافيا اللبنانية، بهدف تحمّل المسؤولية على أساس المواطنيّة، صيغةً بديلة عن التبعيّات المفروضة والمأزومة.

نحن مواطنون ومواطنات، ولسنا رعايا لزعماء، ولسنا أبناء طوائف. وسياسياً لسنا أعضاء في عائلات روحية أو مادية. نحن مواطنون ومواطنات أفراد، القانون وحده يحدد حقوقنا وواجباتنا، وإرادتنا الحرّة والواعية وحدها تحدد خياراتنا السياسية. نحن مواطنون ومواطنات، ولأننا مواطنون، لا نرى إطاراّ ممكنا لتشكلنا السياسي والاجتماعي إلا من خلال دولة فعلية.

نطمح الى بناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة وقادرة في لبنان. نريدها دولة مدنية، أي أنها تتعامل مع المواطنين والمواطنات دون وساطة الطوائف. ونريدها دولة ديمقراطية لأن الديمقراطية هي صمام الأمان الذي يؤطر غَلَبة الاقلية الحاكمة ويمنعها من تجاوز الحقوق المكتسبة للأكثرية المحكومة. ونريدها دولة عادلة، اي أنها تلتزم بتأدية ما تقرّه من حقوق فردية واجتماعية للمواطنين والمواطنات، فعليا، وإنما أيضا تدرأ عنهم المخاطر الخارجية، سواء أتت من إسرائيل أو من الأصولية الدينية التكفيرية أو من غيرهما. ونريدها دولة قادرة، أي أن تؤدي وظائفها تجاه مواطنيها بفاعلية عالية، وأن تنطلق هذه الفعالية من حشد الموارد البشرية والمالية اللازمة دون استجداء وتبعية.

نعي أن دون هذا الطموح عقبات، لكنّنا نرى أيضا أن الفرصة ثمينة لأنّ ما هو ممكن اليوم، على صعوبته، لن يكون متاحا غدا.

نعتقد أن الحياة السياسية في لبنان وصلت إلى نقطة العطب، بسبب الخيارات السياسية التي أخذتها القوى المهيمنة. ونعتقد أن نقطة العطب هذه تشكل مأزقا لكل القوى السياسية، وعت ذلك أم لم تعه. بتنا اليوم في مرحلة انتقالية. وأصبح التعامل مع هذه المرحلة وإدارتها هو الأولوية، وفرض جدول الأعمال هو الموضوع الأساس.

لا بد من تظهير فعالية سياسية جديدة تعكس مصالح فعلية في المجتمع، وتعيد صياغة جدول الأعمال الداخلي بناء على قراءةٍ اقتصادية –اجتماعية محددة. نعتقد أنّه من الممكن والضروري العمل على تلاق ولو ظرفي بين أطراف تنطلق في مقاربتها الفكرية من مشارب مختلفة، من الاشتراكية إلى الليبرالية، في تحالف على التعامل مع المرحلة الانتقالية.

نرى أنّ المبادرة واجبة، لبناء دولة لمواطنين ومواطنات. وسيلتنا إلى هذه الغاية هي إنشاء إطار سياسي منظم، يشكل خياراً جديّاً وجاداً لكل من يعتبر نفسه متضرراً من الوضع القائم، وفي نفس الوقت يكون مستعداً للنضال السلمي من خلال عملٍ جماعي، حيث يشكل هذا “الإطار السياسي المنظم” الرافعة الفعّالة لمشروع إعادة بناء الدولة.

نرى في استحقاق الانتخابات البلدية القادمة، وبغض النظر عن مخاطر إلغائها أو تأجيلها، فرصة للتقدم أمام الشعب اللبناني بطرح سياسي خارج الاصطفافات الحالية وجدول أعمالها، لا بل خارج منظومة الكيانات السياسية القائمة، لتعديل موازين القوى في المرحلة الانتقالية ودحض ادعاء الزعماء الطائفيين، مجتمعين، صفة تمثيلية حصرية ومطلقة. تحت شعار واحد، “مواطنون ومواطنات… في دولة”، نتقدم بترشيح مجموعة من اللوائح في المدن والبلدات الرئيسة في لبنان إلى الانتخابات البلدية.

إن حركة “المواطنين والمواطنات… في دولة” لا تدّعي أية صفة أخلاقية لمحاسبة أحد بل تدعو كل لبناني ولبنانية ليمسك قدره بيده انطلاقا من معاينة وتشخيص وخطة عمل محددة للمرحلة الانتقالية، وهي، بالفعل لا بالقول، تقدم صيغة بديلة عن سعي أركان السلطة المتخبطة لبلورة صيغة منقحة ومسيئة لتسلطهم.

صور من إطلاق حركة مواطنون ومواطنات في دول:

 http://bit.ly/1MrnPMp

Communiqué de presse en Français
Press release in English
البيان الصحفي بالعربية