البعد الإقليمي والدولي للتحول في لبنان
مشروعنا السياسي الذي نطرحه اليوم واضحاً مفصلاً، هو مشروع انقاذ للبنان، ولكنه أيضاً مشروع على صعيد المنطقة، التي تعيش واحدة من أسوأ تجاربها من حروب أهلية وانفجارات اجتماعية وتشظّي بناها ودولها. إن مشروع الدولة المدنية في لبنان وفي المنطقة، بدءا من سوريا ومن العراق، حصانة للمجتمعات من الطغيان الداخلي، والحروب الأهلية، وحماية من الهيمنة الخارجية الحاضرة دائماً، وهو النقيض الجوهري للمشروع الصهيوني. هذا البعد الإقليمي مسؤولية لبنانية لا تنبع من أفضلية لبنانية بل من كون لبنان قد عاش الحرب الأهلية وخبر تسلط زعامات الحرب بعد نهايتها قبل دول المنطقة بثلاثة أو أربعة عقود، لكن هذا البعد الإقليمي يوفر بالمقابل لمشروع الدولة المدنية العادلة والقادرة في لبنان زخما إقليميا كبيرا. وهذا البعد، إذا تم تثميره سياسيا مؤهل لإعادة الإقليم إلى لعب دوره الطبيعي في العالم وإلى إعادة التوازن إلى المنطقة عوضا عن استباحتها من قبل العدو الصهيوني والإمبريالية أولا وتنازعها بين الدول الإقليمية الأخرى.
اضغط على الرسم للعودة إلى الفهرس