وهم قيادة الحراك وأهمية وضوح الطرح السياسي
حول ما يسمى “قيادة الحراك”، لا يخفى علينا أن أياد كثيرة تتدخل في مشهد الشارع، مباشرة أو من خلال وكلاء محليين، عبر التوجيه والتمويل والأخطر عبر بعض وسائل الإعلام، لا سيما المرئية منها، من خلال صناعة “رموزٍ” وتكريسها كعناوين “للثورة”، وهذا مسار بدأ خجولاً في انطلاق الانتفاضة، وكبر ويكبر يوماً بعد يوم، والأهداف منه تتراوح بين تصفية حسابات داخلية ضمن أطراف السلطة الساعية إلى التبرؤ من الماضي والتموضع لما بعد الأزمة، وتعزيز حظوظ أطراف رأسمالية جديدة تسعى إلى الاستفادة من الأفلاس لتستحوذ على ما يتبقى من مقدرات البلد، واستهداف المقاومة بما هي مقاومة في وجه العدو الاسرائيلي، وليس بما هي حزب شيعي في تركيبة طائفية.
المقولات الرومانسية، سواء الساذجة أو الخبيثة، حول “قيادة الثوررة” تؤول إلى تفتيت الضغط الشعبي عبر تظهير وجوه رمزية لتغذية النزاعات ضمنه وبعثرة مقاصده عبر طرح مطالب جزئية أو شعارات شعبية محقّة لكنها لا تصيب واقع ما نشهد وأسبابه.
الحراك الشعبي هو ظاهرة رفض وإسقاط لشرعية نظام سلطوي تعثر وتعطلت أدواته الإجرائية. المسؤولية تجاهه تكمن في وضوح الطرح السياسي لنظام مغاير، انطلاقا من المعرفة والجرأة وحرية القرار، وهذا ما نحرص عليه وما نطرحه اليوم.
اضغط على الرسم للعودة إلى الفهرس