في التنظيم
- التنظيم السياسي الثوري، أي الذي يسعى إلى “الإسهام الحاسم” في تغيير النظام القائم، يضم أعضاء منتسبين ملتزمين طوعيا وإراديا بمشروع هو في الوقت ذاته مشروع شخصي إنساني ومشروع عام اجتماعي. وهو يختلف جوهريا عن أية مؤسسة اقتصادية أو إدارية أو رمزية. في تلك المؤسسات جميعا، يكون التعامل مع الفرد على أساس رغبات مادية ومعنوية لديه معروفة سلفا، والتزامه يكون محصورا بمهام ومواقف توكلها إليه سلطة هي في أساس وجود المؤسسة، يرتضي الفرد تحديد تلك السلطة لوظيفته لقاء توفيرها لقدر من رغباته وإنما أيضا لاقتناعه بصلاحيتة تلك السلطة-المؤسسة وقدرتها على تلك المقايضة، أي بشرعيتها.
- الالتزام بمشروع ثوري إنساني وسياسي هو المحدَّد والمحدِّد. كل ملتزم يعرف بمجرد التزامه وظيفته التي هي بذاتها غايته وغاية التنظيم. أما التنظيم فهو مسألة خيارات قد تصيب وقد تخطئ، ومسألة موارد قد تكفي وقد تقصّر. طبعا مخاطر اختلاط الغايات والوسائل وعودة الأدوار المؤسسية لتغلب الفعل الإرادي هي مخاطر دائمة، والحذر منها واجب دائم.
- كل توزيع تنظيمي للمهام هو توزيع للموارد على ساحات مواجهة، رسم التنظيم فعل سياسي. والمواجهة مبررها التحكم بالتناقضات التي تبرز في ظروف محددة ضمن النظام المجتمعي السلطوي ذاته. التنظيم الأمثل هو الأقدر على استخدام أطر المنظومة المجتمعية السلطوية مداخل لتذخير آليات التناقض ضمنها.