الدولة، أداة وحاجة
ما هي هذه الدولة؟ كيف تكون لديها القدرة والمنعة لتواجه الإرث اللعين: الإفلاس والتفتت المجتمعي بالداخل، والرهانات والتآمر والعداون من الخارج؟
ماذا يعني أن تكون الدولة قوية؟ يعني أن تحظى بالشرعية الكافية في نظر مواطنيها ومواطناتها كي تؤطر مواردهم من دون كلفة التردد أو الانكفاء أو الرشوة أو القمع.
كيف تُنشأ دولة قوية؟ هنا أيضا الموضوع ليس موضع عقائد ولا ايديولوجيا. إنّما هو موضوع وقائع وحاجات.
إذا كان البلد مجتمعه متكتلا حول عقيدة قومية أو إن كانت غالبيته تتبع نفس الدين أو إن كانت القوى العسكرية متماسكة حول عصبية شديدة، يمكن الدولة أن تستعير شرعيتها من القومية أو من الدين أو من الجيش. من حولنا دول من كل من هذه الأنواع. مرة أخرى، مجتمعنا بواقعه لا يستطيع أن يعطي شرعية لسلطة على هذه الأسس. الطريقة الوحيدة في لبنان لتكون فيه دولة فعلية، هي اعتماد شرعية سياسية هي بالتحديد الدولة المدنية، أي النقيض الساطع لائتلاف المكوّنات والطوائف.
ماذا تفعل هذه الدولة؟ كيف تواجه الوقائع؟
لن نتكلم في النظريات، بل بشكل بسيط ومن دون الغرق بتفاصيل تقنية معقّدة.
المطلوب حكومة تدير الإرث اللعين من خلال مرحلة انتقالية أصبحنا في خضمها، إنما نتخبط فيها من دون هدى. نريد إدارتها بشكل هادف. هذه الحكومة تكون لديها صلاحيات استثنائية تشريعية لفترة 18 شهراً حتى تستطيع مواجهة الواقع، وأكرر، الارث اللعين.
كيف تتصرّف؟
اضغط على الرسم للعودة إلى الفهرس