من بامكانه الدفاع عن المجتمع ؟

اذا سلمنا بأن المجتمع لا يتماسك الّا من ضمن نظام سلطوي اجتماعي، و متى زعم أي تنظيم سياسي أنّ هدفه هو تغيير النظام القائم، فلا يمكنه أن يكون هدفه الا التحكم بالمرحلة الانتقاليّة، ليرسم حدود النظام الذي يريده هدفاً لمشروعه السياسي. والّا فمن ينتحل صفة الثورة يطيل أمد المرحلة الانتقاليّة ويستنفذ مقدّرات المجتمع، وتحديداً البشريّة منها.

قلّة منظمة تحمل مشروعا سياسيا اجتماعيا، ولديها وعي لدوافع المواجهة وما يترتب عليها من تبعات ومخاطر، تجهد لاستباق الاحداث وتحديد الخيارات، مشروعاً وغاية، وتتهيأ لتشكيل ميزان قوى يلزم الأخصام ويكتّل الأنصار. لكون السلطة في المجتمع ولكونها هي نظامه، فانّ الدفاع عن المجتمع لا يقوم من دون امتلاك الرؤية والارادة والاقتدار لخوض المواجهة السياسيّة.