إلى أصدقائنا

انّ قرار خوض عمل سياسي هادف يحتّم على الفرد بناء القدرة على استباق الأحداث وعلى تحمّل مسؤوليات ومخاطرات كبيرة، فيختار، متى أدرك ذلك، امّا مواجهة الواقع لتغييره وإما الانخراط في النظام السلطوي القائم، أو الانكفاء والهروب.

لقد استبقنا الإنهيار واخترنا المواجهة!

قررنا تأسيس حركة مواطنون ومواطنات في دولة لمواجهته، والتأثير في مساره، ومنعه من جرف كل ما راكمه هذا المجتمع على مدى مئتي عام.‎

خيار تأسيس حزب سياسي في بلد مثل لبنان ليس بالخيار البسيط، بل هو يواجه تحديات وعقبات كثيرة بسبب تشويه مفهومي السياسة والعمل الحزبي من قبل النقابات الطائفية التي احتكرت ممارستهما لعقود. تصبح هذه المواجهة أصعب عندما يزعم هذا الحزب السياسي حمل مشروع يهدف لوضع أسس سلطة جديدة بعد أن انهارت فاعلية السلطة القائمة وبالتالي شرعيتها. لذا على المنخرطين في هذا المشروع، بأي شكل تنظيمي كان، أن يعلموا يقينا أن لا عودة الى ما قبل الانهيار. انطلاقاً من قراءتنا لهذا الواقع تقع علينا مسؤولية تصور نظام اجتماعي-سلطوي‎ جديد هدفه الدفاع عن مجتمعنا المهدد.‎

من أجل تحقيق هدفنا، أي دولة مدنيّة ديمقراطية عادلة وقادرة، تتميز حركتنا بالاعتماد على وضوح الرؤية والجهد الفكري النقدي أساساً لمنهجيّة عملنا. بالإضافة لذلك، ندعو جميع المنخرطين في مشروعنا الى القيام بالجهد الشخصي المطلوب من أجل تخطي النظرة الجوهرانيّة المرتبطة بالتطورات التاريخية، وتوسيع مفهوم السلطة وعدم اختصار المواجهة بإسقاطات أخلاقية أو أيديولوجية. لذا، تتكوّن حركتنا من أعضاء عاملين هدفهم بلورة الخيارات المتاحة منهجيا، وهم مجنّدون لخوض المعارك السّياسية ضمن حركة تتمتّع بمركزية في القرار تضفي‎ الفعاليةً اتجاه حسم هذه الخيارات وتنظيم هذه المعارك.‎

نعلم جيداً أن الالتزام في حزب سياسي ليس بالخيار السّهل، تحديداً وأنّ حركة مواطنون ومواطنات في دولة تتطلب التزاماَ أكبر من أعضائها مقارنة بالأحزاب أخرى. في المقابل، نعي بأنّ عددا كبيرا من المناصرين مستعدّون للقيام بخطوة تتخطى الاعتراض على الوضع القائم، لاقتناعهم بحدود تأثيره ولتيقّنهم بضرورة التنظيم والدفع باتّجاه مشروعنا، من دون الالتزام كأعضاء في الحركة. لذلك، قمنا بتطوير هذا الدليل الذي يتضمن شرحاً مفصّلاً لمشروعنا وسبل تحقيقه. والهدف منه أن يكون وسيلة تواصل وحوار فيما بيننا للتعارف وتبادل‎ الافكار، بل ولإتاحة وسائل وقنوات عملية للإسهام والتطوّع. وأخيراً لتزويدكم بالأدوات المعرفيّة لتمكين قدرتكم على المحاججة في محيطكم وحلقات تأثيركم.‎

فلنعمل سوياً على اقامة أول دولة مدنية في شرقنا.‎