أولياء الدم
بيان سياسي لحركة مواطنون ومواطنات في دولة
6/8/2020
ليس حادثًا، إنها جريمة.
جريمة موصوفة، بحقّ أكثر من مئة شهيد، وآلاف الجرحى، ومئات آلاف المتضرّرين، وملايين اللبنانيين والمقيمين.
كلّ مواطن ومواطنة لم ييأس بعد هو ولي الدم.
الجريمة واضحة، والضحايا واضحون، والمجرمون واضحون.
التفاصيل التقنية لمسار الانفجار، على أهمّيتها، ليست سوى الصاعق الذي أشعله، والمجرمون هم زعماء الطوائف أوّلاً، وشبكات أزلامهم ومحاسيبهم ثانياً، وكلّ من لا يزال متمسّكاً بهم كزعماء ثالثاً.
نحن الضحايا وأهل العزاء. لكنّنا لن نقبل بعد اليوم أن نستمرّ كضحايا. دورنا إنقاذ المجتمع، كلّ المجتمع.
طبعاً كلّ العزاء لعائلات الشهداء والمصابين في أجسادهم وأملاكهم، والأهمّ في مستقبلهم وكراماتهم كبشر، ولكن لن نسمح بأن يتحوّل حزننا وقلقنا إلى يأس، سنحوّله إلى غضب جارف يكنس بقايا نظامهم الساقط.
لا ثقة بهم للتحقيق بالمسؤوليّات، ولا بمعارضيهم من داخل المنظومة لفتح الطريق واسعة للتدخّلات الخارجية من باب «التحقيق الدولي». لا ثقة بهم لأي شيء. لا ثقة بهم لرعاية جرو كلب، لأنهم فاشلون وعاجزون، ولأنهم مجرمون.
توجّهنا إليهم، سابقاً، بالتفاوض على انتقال سلمي للسلطة، صمّوا الآذان. حسناً، دمنا المسفوح بأيديهم، اليوم، هو سلاحنا.
ما ندافع عنه، أي كرامتنا كبشر على هذه الأرض، أغلى بكثير من ما تخشون ضياعه، أي تسلّطكم على الناس باسم الطائفة وحقوقها.
هدفكم واضح كعين الذئب، خضوعنا وهواننا.
أمّا هدفنا فواضح كعين الشمس، إنقاذ المجتمع من عجزكم وفشلكم، وبالتالي من إجرامكم.
نحن مواطنون ومواطنات، وسنبني دولة فعلية، أي دولة مدنية.
فشلكم وعجزكم قيود في أيديكم وعلى أبصاركم، أمّا معرفتنا وحرّيتنا وجرأتنا فمنارة لسبيلنا.