وقت حسم الخيارات
تقدم آلان بيفاني، مدير عام وزارة الماليّة، باستقالته اليوم.
منذ عشرة أيّام، أعلن هنري شاوول استعفاءه من مهمّته كمستشار لوزير الماليّة.
كلاهما ساهم في وضع ما سُمِّي “برنامج الحكومة الإنقاذي”. كلاهما صدَّق أنّ حكومة الواجهة أتت لتواجه الانهيار. وكلاهما وصل إلى القناعة نفسها؛ لا مكان للخيارات التقنيّة في ظلّ أزمة حادّة وعميقة لا سابق لها.
الوقت الذي يمرّ ليس بلا ثمن، كل الذين يشغلون مواقع ذات تأثير، لا سيّما في الحكومة، ولكن كذلك في الإدارة والقضاء والأمن، مدعوون لتحمّل مسؤوليّاتهم بإعلان قطيعتهم مع منظومة تآلف زعماء الطوائف العاجزة والفاشلة، وتبنّي المشروع السياسي الوحيد المُجدي اليوم، وهو بناء دولة مدنيّة تواجه تداعيات الإفلاس المالي والاقتصادي، وتحوّل المواطنين والمواطنات من ضحايا لهذا الافلاس إلى بناة مستقبل أفضل للمجتمع، حتّى ولو كانت التضحيات كبيرة.
سلطة الزعماء الستة، على تنوّع ظروفهم ومقدّراتهم، عاجزة عن مواجهة التحدّي، بسبب طبيعة هذه السلطة الطائفية. لا يستطيعون التعامل مع المجتمع كمجتمع ولا مع الخارج كخارج. نحن في حركة “مواطنون ومواطنات في دولة”، مع آخرين، نُجدِّد الدعوة إلى التفاوض على انتقال سلمي للسلطة، لحكومة إنتقالية، بصلاحيّات تشريعيّة، لمدّة 18 شهراً، تواجه تداعيات الإفلاس، وترسِّي أسس الدولة الوحيدة الفعلية في لبنان، أي الدولة المدنيّة.