انهيار وانتقال
ترجمة مقال ل منير دوماني، عضو في حركة مواطنون ومواطنات في دولة نشر في صحيفة L’Orient-le-Jour تاريخ ١ شباط ٢٠٢١على هذا الرابط.
مع اقتراب موعد الانتخابات المفترض، يسألنا الكثيرون عن موقف مواطنون ومواطنات في دولة من هذا الاستحقاق والخطوات التي نقوم باتخاذها استعداداً له. تهدف التوضيحات التالية إلقاء الضوء على هذه المسألة.
مواطنون ومواطنات في دولة لا تستعد حالياً للانتخابات.
هذا ليس لأننا نعتقد أنها لن تُجرى. في حال حدث ذلك، فإن الحزب سيدرس الوضع، يتخذ حينها موقفًا، وينظم نفسه وفقًا لذلك. والسبب في موقفنا الحالي ينبع من تشخيصنا بأن البلد يمر بمرحلة انتقالية، وهي لحظة قطيعة بين نظامين سياسيين-اجتماعيين-اقتصاديين هما: نظام أول، ساد حتى وقت ليس ببعيد، نشهد الآن انهيار أُسُسِهِ الاجتماعية والاقتصادية التي أودت بنا إلى نتائج حذرنا منها مرارًا وقد باتت واضحة للجميع؛ ونظام ثانٍ لم يتبلور شكله بعد.
يمكن أن تؤدي المرحلة الانتقالية إلى سيناريوهات ثلاث:
- تدهور الوضع الذي من شأنه أن يؤدي إلى “صَوْملة” البلد.
- ترتيب خارجي يؤسس لنظام شبه عسكري يحافظ على سِلم أهلي غير مستقر.
- انتقال السلطة إلى بديل يتمتع بمصداقية ولديه رؤية واضحة للنظام السياسي-الاجتماعي-الاقتصادي الجديد.
نسعى جاهدين من خلال عملنا لزيادة فرص حدوث السيناريو الثالث. وسيجري هذا الانتقال نتيجة مفاوضات مع زعماء الطوائف الذين سيُرغمون على الاعتراف بالحاجة إليه بسبب انهيار أسس هذا النظام. وتجدر الإشارة هنا إلى أن معظم عمليات انتقال الأنظمة تأتي نتيجة مفاوضات، سواءً كانت مفاوضات سلمية أو بعد أعمال عنف. ومن شأن هذا التفاوض بلورة نقطة التقاء في الوقت المناسب بين اثنين من المنحنيات:
- منحنى تنازلي يعكس قدرة الأحزاب الطائفية على السيطرة رغم الانهيار.
- منحنى تصاعدي يعكس قدرة البديل على المبادرة، مع وضوح ومصداقية المشروع والقائمين عليه.
ولهذا السبب فإن المشروع السياسي المنشور على موقعنا الإلكتروني، كما مشروعنا الاقتصادي-السياسي لا يشكّلان برنامجًا انتخابيًا بل مشروعًا للمرحلة الانتقالية التي من شأنها أن تضع الأسس لهيكل سلطة جديدة. دولة حقيقية واثقة من شرعيتها. دولة مدنية. هذا ليس شعارًا. لم يكن لمشروع كهذا أن يرى النور، لولا لحظة القطيعة التي نمر بها والتي تملي علينا مسؤولية تحويلها إلى فرصة تاريخية.
لقد أجرينا نقاشات دامت ساعات طويلة مع معظم أحزاب “المعارضة”. لقد وصلت النقاشات مع بعضهم إلى مراحل متقدمة، وحاولنا إقناعهم بأن لحظة القطيعة هذه تتطلب شجاعة من قبل أولئك الذين يدعون أنهم يريدون التأثير على الواقع. لسوء الحظ، أولئك الذين هم على استعداد لتحمل مسؤولية هذه المهمة الشاقة خلال ما يمكن القول بأنها واحدة من أصعب الفترات في تاريخ هذا البلد، لا زالوا معدودين.
سنواصل جهودنا في إقناع أولئك الذين يفترض بهم أن يكونوا شركاءنا، بالحاجة إلى تعزيز هذا البديل بدلًا من الاستعداد لإجراء انتخابات. وفي غضون ذلك، فإننا، بوصفنا طرفًا فاعلًا، نتابع العمل من أجل تقوية البديل. وندعو جميع المواطنين المستعدين لتحمل المسؤولية إلى الانضمام لنا و/أو دعمنا.