كلمة امين عام حركة مواطنون ومواطنات في دولة في حفل اطلاق لوائح “كلنا وطني”

إعلان لوائح ومرشحي ومرشحات تحالف “كلنا وطني”

فورم دو بیروت، الإثنین 9 نیسان 2018 ،الساعة 4 بعد الظهر

نحن عشیة انتخابات، لكن القصة لیست قصة انتخابات. القصة أن نعمل دولة وأن نستعید شعورنا بالكرامة. الدولة لا نقطفها عن الشجرة ولا یعطیها الأجنبي، وأكید لا ننتظرها من جماعة السلطة. لا داعي لأخبركم عنهمولا حتى أنأسمیهم. نعرفهم جیدا، أصبح لازما أن نعرف أنفسنا. لأننا نحن الدولة، نحن كلنا. القصة لیستسیاسة، هي قصة أخلاق. 

طالبتمونا أن نجمع قوى الاعتراض، قوى المجتمع، وأن نتوحد. توحدنا. لا أحد بقي عنده عذر لیشتري بضاعةفاسدة وخلصت مدتها.

في مواجهة زعماء طوائف ومندوبي دول أجنبیة ومشاریع سرقة، نجحنا في أن نجمع، بالذین بقوا، قوى سیاسیةوشخصیات وجمعیات. لسنا بالضرورةمتفقین على كل شيء لكننا متفقون على خوض الانتخابات النیابیة في كللبنان، تحت شعار واحد، “كلناوطني”، في تسع دوائر بـ66 مرشحة ومرشح، والأهم متفقون على هدف واحد: تأسیس دولة فعلیة في لبنان وفي هذا الشرق الجریح، كي یبقى اللبنانیون في أرضهم.

بناء دولة فعلیة في لبنان طموح واجب وهو إنجاز ممكن، لأن هي تنطلق من قدرات فعلیة:

  • أولها القدرات البشرية : هنا لبنانیون تمكنوا، بسبب الحرب والهجرة، من احتلال مواقع حاسمة في دولأجنبیة وفي مؤسسات وشركات دولیة ولبنانیة، وهنا لبنانیون تمكنوا من التأثیر بصنع الرأي العام فيالإقلیم وفی العالم، وهنا لبنانیون تمكنوا من إلحاق هزائم بإسرائيل عجزت عنها جیوش الأنظمة كلها.ماذاحّصلنا؟ الأجانب، من سفراء ومدراء وتجار ومهندسین، یعملون لمصلحة دولهم وشركات دولهم. أما اللبنانیون فمضطرون أن یبدؤوا كل مرة من الصفر، ویشتروا حمایة الدول الأجنبیة لأن إنجازاتهم بقیتفردیة أو فئویة أو تابعة. معنا الدولة تجمع قدرات الناس وتجندها في خدمة مشروع واحد، وطني وإنساني.
  • ثانیا قدرات مالیة: جمع لبنانیون ثروات وخبرات وعلاقات جعلتهم یحولون إلى لبنان خلال السنوات العشرین الماضیة أكثر من 200 ملیار دولار، أي وأكثر مما أتى إلى الكیان الصهیوني خلال الفترةنفسها، وأكثر مما أتى إلى أوروبا الغربیة من مشروع مارشال. تم هدر هذه الأموال عبر التنفیعات والاستهلاك غیر المجدي. صحیح. إنما معنا الدولة تجمع هذه الثروات وتجندها فی خدمة مشروع واحد، وطنی وإنساني.
  • ثالثا قدرات فكریة: امتاز لبنان، قبل تسلط أمراء الحرب والملیارات، بالفكر السیاسي وبالانتاج الفنيوالأدبي، وكان للبنانیین تأثیر عمیق في كل ساحات المنطقة. صحیح أن الیأس طال بعض رواد هذهالمسیرات وأن البعض لحقوا مصالحهم الفردیة. لكن الفكر لا یموت. معناالدولة تجمع هذا الإرث، وتحییهبإطلاق حریة النقد والاجتهاد، وتجنده في خدمة مشروع واحد، وطني وإنساني.

 لم تعرف مجتمعاتنا الدولة إلا عدوة أوغنیمة، نبوسها وندعي علیها بالكسر. من الوالي العثماني إلى القناصلوضباط المخابرات إلى باریس4. بناء الدولة مشروع جدید، لكنه أصبح الیوم واجبًا لأننا دفعنا ثمن غیابهاغالیا.

بناءالدولة،العادلة والقادرة، المدنیة والدیمقراطیة، الدولةالفعلیة، یقوم على ثلاث ركائز، سوف نثبتها من أول نهار، من 7  أیار:

  • أولا نهج اجتماعي اقتصادي: الدولة العادلة والقادرة هي التي سوف تقوم، تجاه واقع الإفلاس، بتوزیععقلاني للأعباء والمخاطر التي رتبتها السلطة الفاشلة، بشكل یحمي الفئات الاجتماعیة الأضعف والقطاعالخاص القادر على الإنتاج وتوفیر فرص العمل، وهي التي سوف تقوم بتوفیر الأجر الاجتماعي منتغطیة صحیة ومعاش تقاعد وتعلیم وضمان بطالة، لكل المواطنین، كي یطمئنوا ویعیشوا بكرامة، وهيسوف تنحاز لصالح الاستثمار المنتج والتطور التقني على حساب الاحتكارات والریوع والصفقات.الأصدقاء والصدیقات سوف یفصلون هذه الخیارات في كلماتهم.

  • ثانیا نهج قیمي وسیاسي: الدولة المدنیة والدیمقراطیة تتعامل مع المواطنین والمواطنات بوصفهم أحرارا، واثقین موثوقین، لاتستمد شرعیتها إلا من قوانینها، من دون فبركة أصولیات وحزبیات دینیة، وهي لاتجزئ الناس والساحات وفق عصبیات فئویة تولد القلق وتتغذى منه، بحجج عائلیة وعشائریة ومناطقیة وطائفیة.

  • ثالثا نهج وطني مسؤول: الدولة الفعلیة مسؤولة عن مصالح مجتمع وشعب، وعلیها التعامل مع الخارج،كل الخارج، بواقعیة وجرأة، بعیدًا عن الازدواجیة والنفاق. قوة لبنان بقوته ودولته تحضر على كل ساحةتهدد مصالح شعبه. العداء لإسرائیل ككیان عنصري عدواني خیار متصل بحمایة الدولة اللبنانیة وبقیمالمجتمع، وهو یرتب تبعات جدیة لا تجّیر لأحد ولا یجوز أن ندعي العداء لإسرائیل وحصریة السلاح بیدالجیش، في حین لا نسلح الجیش لأن “المجتمع الدولي” لایرغب بذلك. لیس هناك من مجتمع دولي، بلدول لها مصالح أمنیة واقتصادیة وسیاسیة. لایجوز أن ننقسم بین مؤید لإیران ومؤید للسعودیة، وبینمناصر للحكم في سوریا ومعارض له، وكأننا نتفرج على مباراة بین فریقي كرة قدم، في حین أننا الكرةالتي تتلقى الركلات.

بناء دولة فعلیة في لبنان طموح واجب وإنجاز ممكن، ونحن القادرون علیه، لأننا نحن القادرون على جمع الناسلنكون المشروع السیاسي الحقیقي الوحید في هذه الانتخابات، التي تبقى من دوننا مهرجانا هزلیا ومسرحالطموحات خبیثة في الوراثة والوجاهة والسطو. زعماء الطوائف وورثتهم مختلفون بین بعضهم على المغانم. نحن لسنا مختلفین معهم، بل نحن وإیاكم مختلفونعنهم.

ذخیرتنا الإرادة الصلبة والتجربة والمعرفة والصدقیة. نتخلى عن الموقع إنما لا نتخلى عن الموقف. نحن وحدنا القادرون على مخاطبة الجمیع، عموم الناس من كل المشارب والمناطق، وحتى الزعماء المأزومین، بخطابواحد،لأن مشروعنایوفر الأمان للجمیع.

مشروعنا تنظیم انتقال سلمي للسلطة.

كل واحد لدیه الخیار بین أن یكون له شرف الاشتراك بصنع دولة مثل العالم والناس فیتذكر 6 أیار بفخر ویقولإنه طرد اللصوص من الهیكل، وبین أن یقف أمام المرآة، أمام أهله أو أولاده، في لحظة المرض أو الموت أوالهجرة، ویقول إن القرار كان بیدي ولم أجرؤ، لم أصوت أو صوتت لهذا مقابل لتنفیعة أو مقابل مال، أو نكایة بذلك. لا تنسوا همومكم وحقوقكم ولا تفوتوا الفرصة عندما تقفون في العازل، في 6 أیار. الوفاء یكون لمصالحكمولأولادكم ولا وفاء للمبتزین.

خطفوا آمال أهلكم بالحرب وخطفوا أموالهم بضرب اللیرة، وخطفوا حقوقكم وكرامتكم بالزبائنیة وبالدین وبالتهجیر.

اخطفوا لهم مهرجانهم الانتخابي، بالعلن وبقوة، وإلا بالسر للذین لا یجؤون أو لا یستطیعون. في 6 أیار. طعمالانتصار سیكون حلًوا.