مداخلة بواسطة Mounir Doumani

,

مواطنون ومواطنات: من أجل مظلّة لبناء دولة مدنيّة

في خضمّ الانهيار المتسارع للبنان، وبعد ورقة «لقاء الكومودور» وخطّة «مواطنون ومواطنات في دولة»، صدرت مواقف مختلفة حزبيّة، كلّها تصبّ في خانة المبادئ العامة (محاربة الفساد، قضاء مستقلّ، عدالة اجتماعيّة، إلخ)، وبذلك هي تشبه «ورقة الكومودور»، ولكنّها تشترك في كونها تفتقر إلى رؤية واضحة متجسّدة في خطّة مُحْكَمة. حتّى اللحظة، لا توجد خطّة واضحة وممكنة التحقيق إلّا خطّة «مواطنون ومواطنات في دولة» وهي خطّة مترابطة، في تحديدات زمنيّة متتابعة، تبدأ بضبط تبعات الإفلاس الحالي وحماية المجتمع، وتُستكمَل بإرساء شرعيّة الدولة، وتنتهي بالعلاقات الخارجيّة. هي خطّة بأهداف مرحليّة، يؤدي تحقيقها إلى تحقيق هدف أخير: بناء دولة مدنيّة قادرة على الإنتاج والنهوض الاقتصادي، وعلى الدفاع عن نفسها.

سلطة الإفلاس واللاقرار

تتضح تداعيات الإفلاس، يوماً بعد يوم، وتظهر حدّتها متمثّلة بانفلات سعر الدولار وارتفاعه نحو خمسة أضعاف منذ تشرين الأول الماضي ما ينعكس على أسعار السلع والمنتجات والقدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات، وأيضاً بإقفال المزيد من المؤسّسات وارتفاع معدّل البطالة، وتدهور الخدمات العامّة ونوعيتها مثل الكهرباء والاتصالات، وتدهور قطاعات أساسية أبرزها الصحّة والتعليم.

وقت حسم الخيارات

الوقت الذي يمرّ ليس بلا ثمن، كل الذين يشغلون مواقع ذات تأثير، لا سيّما في الحكومة، ولكن كذلك في الإدارة والقضاء والأمن، مدعوون لتحمّل مسؤوليّاتهم بإعلان قطيعتهم مع منظومة تآلف زعماء الطوائف العاجزة والفاشلة، وتبنّي المشروع السياسي الوحيد المُجدي اليوم، وهو بناء دولة مدنيّة تواجه تداعيات الإفلاس المالي والاقتصادي، وتحوّل المواطنين والمواطنات من ضحايا لهذا الافلاس إلى بناة مستقبل أفضل للمجتمع، حتّى ولو كانت التضحيات كبيرة.

من نكون؟

من أين يبدأ المجتمع،  وأين ينتهي؟ سؤال تتنوع أجوبته، من الأسرة والجوار و الحي إلى المدينة و المنطقة حتى القارة والعالم!

شربل نحاس: مشروعنا دولة مدنية في لبنان

شربل نحّاس، ومن خلال “حركة مواطنون ومواطنات في دولة”، يطرح إقامة دولة مدنية برؤية شاملة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبطرح مسألة تفاوض وانتقال سلمي للسلطة من باب الضرورة. وعليه، فإن إقامة دولة فعلية في مجتمعات مقسمة إلى سلطنات، ولديها زعاماتها، يعتبر أمراً بغاية الصعوبة. وهنا الأمر الأهم: ما هو التفاوض على انتقال وتسليم سلمي للسلطة؟

الأمين العام لحركة مواطنون ومواطنات لـ الشرق: السلطة اللبنانية سقطت – الجزء الأول

في منزله الكائن في منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت، تبرز غرفة مسيّجة برفوف من الكتب. هناك يستقبل زواره فتشعر كأنك تدخل إلى دولته الصغيرة بالحجم، والكبيرة جداً بالمعلومات، والغنية بكتب الاقتصاد والسياسة، والفلسفة والاجتماع وغيرها. هناك يسكن الأمين العام لحركة “مواطنون ومواطنات في دولة” شربل نحّاس، الذي يبدأ حديثه عن المجموعة ونضالها من أجل “بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والقادرة”. الحركة تقدّم نفسها أنها تملك طرحاً متكاملاً يحمل حلولاً سياسية، واقتصادية واجتماعية لاحتواء الأزمة التي يعيشها النظام اللبناني “الذي انتهت صلاحيته”.